جامعة أحمد دراية - أدرار
الجامعة الإفريقية سابقا

السفير د. جمال الدين جاب الله في حواره لموقع الجامعة “للجزائر والدول العربية رؤية موضوعية حول اشكاليات التغيرات المناخية. لكنها تتفاوض على حقها المشروع في التنمية الاقتصادية”

اكد السفير د. جمال الدين جاب الله مدير ادارة الاسكان والموارد المائية والحد من الكوارث بجامعة الدول العربية في حديث له لموقع جامعة ادرار، حول مؤتمر المناخ الأخير المنعقد بشرم الشيخ المصرية، أن التحديات التي فرضها تغير المناخ باتت تفرض نفسها على العالم سيما في ظل المتغيرات المناخية الكبيرة سيما ما تعلق  منها بالجفاف و تقلص المساحات الزراعية، و هو ما استوجب حسبه حضور لافت لقادة العالم و آلاف المشاركين في هذه القمة من الخبراء و المختصين،

كما نوه السفير بالدور  الكبير الذي تلعبه جامعة الدول العربية في هذا الموضوع بعد أن باتت من المنظمات الإقليمية الرائدة في التحسيس  بخطورة التغيرات المناخية و تأثيرها على البشرية، كما تطرق السفير في هذه الحوار لأبرز التحديات التي تواجه العالم حول التغيرات المناخية.
 
موقع الجامعة، أولا سعادة السفير دعنا نقدم لكم الشكر على كرم استضافتكم لنا على هامش اشغال القمة العالمية للمناخ
د. جال الدين جاب الله  اهلا بكم وسعيد بمقابلتكم ومن خلالكم أرسل تحياتي الى مدير جامعة أدرار واطاراتها وطلبتها
موقع الجامعة  بمشاركة 120 من قادة الدول و 30الف مشارك في قمة المناخ بشرم الشيخ بالقاهرة، ما هي دلالات هذا الحضور الكبير للقادة و المشاركين؟
د. جال الدين جاب الله  بالنسبة لمؤتمر الاطراف 27 المعقدة بشرم الشيخ على ارض عربية هناك حضور للقادة ومشاركين بالألاف، وكما تعلمون ان مؤتمر المناخ يعد ثاني أكبر محفل دولي بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة وطبعا هذه القمة يعول عليها كثيرا لان المؤتمرات السابقة لم تحقق اختراقات حقيقية في المفاوضات بشان تغير المناخ. والعملية ستكون صعبة لان العنوان هو تغير المناخ والمضمون هو الاقتصاد ومن هذا المنطلق فالمواطن البسيط يعرف ان قضية المناخ هي قضية اقتصادية والتفاوض يجري على مصالح اقتصادية وبالتالي حضور قادة الدول في هذا المحفل الدولي بشرم الشيخ له دلالات كبيرة ووجودهم سيعطي دفعة قوية
للمفاوضين لكي يكونوا مرنيين ويجدون حلولا للإشكاليات المطروحة على المستوى العالمي.
–  موقع الجامعة هذا الحضور سعادة السفير هل يعد إدراكا من قبل القادة بخطورة التغيير المناخي؟
د. جال الدين جاب الله   في الحقيقة حضور القادة يعطي اشارة سياسية واضحة بان هناك إدراك وقناعة لدى جميع رؤساء الدول في العالم بأن تغير المناخ وتداعياته على المجتمعات والقطاعات المختلفة اصبحت واضحة وملموسة وهذا لشدة الكوارث المتسارعة التي تقع في العالم منها الجفاف وتدهور الاراضي وتقلص الرقعة الرعوية ونذرة المياه والنزوح المناخي وغيرها فالعالم اصبح مدركا اليوم لخطورة التغيرات المناخية وزعماء العالم يحاولون ايجاد حلول توافقية لبعض هذه القضايا.
–  موقع الجامعة  في الثاني نوفمبر تم اختتام القمة العربية بالجزائر، و كان من ضمن التوصيات قضية التغيرات المناخية، في هذه النقطة سعادة السفير ما الدور الذي يمكن أن تلعبه جامعة الدول العربية ؟
د. جال الدين جاب الله   صحيح أن القمة العربية الناجحة التي عقدت بالجزائر قد تطرقت الى موضوع تغير المناخ و قدمت دعم كلي لجمهورية مصر العربية في استضافتها لهذا المؤتمر ومن ناحية أخرى تعتبر الجامعة العربية من المنظمات الاقليمية الناجحة جدا  والفاعلة في مؤتمرات  المناخ حيث منذ الوهلة الاولى تم انشاء المجموعة العربية التفاوضية التي اكتسبت خبرة متراكمة منذ مؤتمر ليما بالبيرو أين تدعمت بقوانيين في القضايا البيئة
واصبحت لها قدرة على التفاوض و تفاوضت بشكل كبير سنة 2015 عندما تم اعتماد اتفاق باريس أين كان للمجموعة العربية دور اساسي في إدخال المقترحات العربية ضمن الاتفاق وهي اليوم واعية بمصالح الدول العربية وتدافع عنها وقد اعتمدت خطة مشتركة للتعامل مع التغييرات المناخية وجاري تنقيذها بالتنسيق مع الدول الأعضاء.
– موقع الجامعة  حثت الأمم المتحدة من خلال هذه الدول على استخدام القمة للتفاوض على “اتفاق تاريخي” لخفض انبعاثات الكربون.. هل في اعتقادكم ان ذلك ممكن في ظل رفض بعض الدول خاصة الولايات المتحدة لمثل هذا الطرح؟
د. جال الدين جاب الله   فيما يخص تخفيض الانبعاثات هنا تكمن الاشكالية لان الامر يتعلق
بقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية فهناك دول تطلق انبعاثات أكبر كالولايات المتحدة والصين والهند وغيرها وبالتالي العملية التفاوضية تكون صعبة جدا لان كل دولة تحاول الدفاع عن مصالحها ولا توجد الزامية على التخفيض او على نسب التخفيض بل هناك تخفيضات طوعية من قبل المجتمع الدولي والذين يلوثون أكثر مازالوا يضعون العقبات امام إيجاد حلول حقيقية.
– موقع الجامعة  كيف يمكن للدول العربية المساهمة في التقليل من تأثير التغيرات المناخية، سيما في ظل المتغيرات الدولية واختلال موازين القوى العظمى ؟
د. جال الدين جاب الله   الدول العربية اما مجتمعة او كل دولة على حدى لها خططها الخاصة بها, وعلى مستوى مجلس الوزراء
العرب المكلف بشؤون البيئة يقوم بمجهودات جبارة للتصدي او لمجابهة التغيرات المناخية وقد قامت باستعمال الطاقات النظيفة وطاقة الرياح و الطاقة الشمسية من خلال مشاريع طموحة جدا كذلك بدأت تستعمل الهيدروجين الأخضر للتقليل من الانبعاثات لكنها تتوخى الحذر حيث لا يكون هذا على حساب مصالحها في التنمية الاقتصادية
موقع الجامعة  كيف يمكن للعالم استغلال فرصة التغيرات الدولية الحالية من أجل طرح رؤية موضوعية يلتف حولها الجميع من أجل المحافظة على الكوكب و حمايته من التغيرات المناخية؟
د. جال الدين جاب الله   بالنسبة لإيجاد رؤية موضوعية من خلال هذا اللقاء أعتقد أن الرؤية موجودة لكن الالتزام بالتنفيذ هو الاشكال
فالدول تدافع عن مصالحها ويمكنها ان توقع على الاتفاق ولكنها تتنصل منه فالخطوات العملية التنفيذية المشتركة غائبة ولا يلتزم الجميع بتنقيدها
موقع الجامعة  اذا تحدثنا سعادة السفير عن التعليم العالي و دور الجامعة، كيف يمكن استغلال الجامعة في التخسيس بالتغيرات المناخية، و هل يمكنها أن تؤدي دورا فعلا في ذلك .؟
د. جال الدين جاب الله   الجامعة لها دور كبير ومحوري لأنها تقوم بالتكوين والتحسيس والتوعية من خلال برامج ومناهج علمية حول تداعيات تغير المناخ وهي تنتج مكونيين على مستوى كبير من الوعي. ودور الجامعة ايضا هو دور اساسي لأنها تتناول القضايا من منظور علمي وتطرح الحلول الواقعية بشكل افضل.
مقالات ذات صلة ...