جامعة أحمد دراية - أدرار
الجامعة الإفريقية سابقا

كلمة السيد: خليفي عبد الوافي رئيـس مــجلس قضاء أدرار في الملتقى الوطني حول:السياسة الجزائرية لإدارة الحدود بين الضرورات السيادية وتحديات العولمة

 

باسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة السلام على نبيه الكريم

                – السيد والي الولاية المحترم

                – السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي المحترم

                – السيد مدير جامعة أدرار المحترم

                – السادة ممثلي السلطات ومؤسسات الدولة

    ــ الضيوف الكرام والحضور الكريم كل باسمه وقدره وعلو مقامه .

 

          اسمحولي بدءاً أن أرحب ترحيباً خاصاً بالسيد الرئيس الأول للمحكمة العليا ضيف شرف هذا الملتقى والسيدين المرافقين له كل من رئيس الغرفة المدنية ونائب رئيس لجنة التعويض عن الحبس المؤقت بالمحكمة العليا، متمنياً لهم ولكل الضيوف إقامة طيبة بولايتنا المضيافة.

         يأتي هذا الملتقى الذي يُعنى بالأساس استراتجية الجزائر لإدارة الحدود بين مقتضيات الضرورات السيادية وتحديات العولمة، في ظرف زمني تشهد فيه بلادنا تحديات حقيقية تمس مختلف الميادين الأمنية منها و الاقتصادية و الاجتماعية والصحية وما ينتج عنها من عولمة الثقافة وعولمة الجريمة أيضا .

         ومن معالم هذه التحديات استفحال الجريمة المنظمة والتي تعرف بأنها شكل من أشكال الإجرام الجسيم والخطير العابر للحدود، وهو ما نتعاطى أخباره إعلاميا يوميا سواء ما تعلق بالإرهاب النشط بمنطقة الساحل على التَّماس من حدودنا الجنوبية، وكذا الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية بكميات مهولة طرقت أبواب مدارس أبنائنا، يقابلها تهريب لمختلف البضائع والسلع إلى خارج حدودنا بكميات أيضا ليس هناك أقل من وصف لها أنها تنخر اقتصاد بلادنا وتستنزف القدرة الإنتاجية للدولة، وعلى حد سواء تستنزف القدرة الشرائية للمواطن البسيط.

 

          كما أن ارتباط الهجرة غير الشرعية بجريمة التنقيب عن الذهب والمعادن بمناطق حدودنا الجنوبية، يطرح تحدياً آخر حول التهديدات المباشرة لإدارة حدودنا، لما يمثله التنقيب من نهب واستنزاف حقيقي للثروة النفيسة، وهو يشكل عنصر استقطاب للأجانب ولشبكات التنقيب المنظمة ومصدر تمويل لمختلف المنظمات العابرة للحدود، وهو الأمر الواقعي الذي يتطلب معالجة ذات بعد تكاملي لحماية أمن حدودنا.

         وليس أقل خطورة تحول بعض مظاهر الإجرام التي كانت في زمن قريب جداً تبدو جرائم بسيطة( وربما هي لا تزال كذلك عند البعض منا) من أهمها جريمة الهجرة غير الشرعية، وتهريب المهاجرين وتسهيل تنقل الأجانب وإيوائهم، هي في حقيقة الواقع اليوم جرائم منظمة تقودها شبكات دولية منظمة غايتها الظاهرة جمع الثروة المالية غير المشروعة، لكن في تقديرنا من الخطأ عدم استشعار الخطر من منظور استراتيجي على المديين المتوسط والبعيد، من أن الكتلة البشرية الأجنبية الهائلة المستقرة بصفة غير شرعية هي تهديد لتركيبة مجتمعنا ومكونات هويته ومخاطرها بادية نحو اختراق مقومات الأمة الجزائرية السيادية.

          إن ارتباط هذه الجرائم بجرائم تزوير شهادات الجنسية ووثائق الهوية الرسمية للجزائريين بانتحال ألقابهم وأسماءهم، واستغلال الشبكات الإجرامية تعاطف المواطنين الجزائريين ، نتج عنه ربط الأجانب علاقات زواج بطريقة غير قانونية في مظاهر أدت إلى محاولة اندماج هؤلاء الأجانب داخل المجتمع الجزائري بصفة مخالفة للقانون .

                       السيدات والسادة ، أيها الحضور الكريم

             إنَّ ملتقانا هذا الذي يشكل إحدى أدوات تبادل المعرفة، إنما هو أيضا إحدى آليات المساهمة في ترقية الوعي الاجتماعي بالمخاطر والتهديدات المرتبطة بإدارة حدودنا، كما يقع ضمن غايات هذا الملتقى تحليل موضوعه ورسم مختلف المخرجات للإشكالات المطروحة ضمن المسعى الهادف إلى المساهمة لتقديم تصور استشرافي بعيد المدى.

                       الشكر موصول لكل من فكر وحضر وشارك في هذا الملتقى

                                      الشكر للجميع على كرم الإصغاء

                                 والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مقالات ذات صلة ...