أ.د بن عمر محمد الأمين مدير جامعة أحمد دراية لموقع الجامعة سنعمل بعزم وإيمان لنجعل من جامعة أدرار قطباً مميزاً
في هدا الحوار الذي خص به السيد مدير جامعة أحمد دراية بادرار أ.د. بن عمر محمد الأمين موقع الجامعة كشف فيه عن عدة مشاريع هامة لفائدة الاسرة الجامعية التي تنتظرها تحديات كبيرة، كما ابدى السيد بن عمر محمد الأمين استعداده للتعاون مع الجميع قصد تحقيق الأهداف التي سطرتها السلطات العليا في مجال ترقية التعليم العالي و تطوير البحث العلمي، كما كشف الدكتور عن الكثير من الأمور التي تخص جامعة أحمد دراية تجدونها في هدا الحوار.
01 السيد المدير مرحبا بكم في هذا اللقاء.
بداية دعوني اقدم لكم الشكر على اتاحة هده الفرصة لي للتواصل مع أفراد الأسرة الجامعية من طلبة وأساتذة وموظفين وعمال وشركاء اجتماعيين، وأجزل لهم الشكر على الجهود المبذولة من أجل تطوير الجامعة وترقيتها حتى نضعها في المكانة التي تليق بها، وهو هدف لا يمكن أن يتحقق إلا بتعاون الجميع، بعد الدعم الذي قدمته السلطات العليا في الدولة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي. كما لا يفوتني في هذا المقام أن أثمن الدور الذي تلعبونه مع أعضاء هيئه النشر في السهر على إيصال المعلومة لمختلف مكونات المنظومة الجامعية.
2 ـ السيد المدير بداية حظيتم بثقة السيد رئيس الجمهورية، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي شهر نوفمبر 2021 لرئاسة وإدارة جامعة أحمد دراية بأدرار، كيف تعبرون عن هذه الثقة ؟
أولا اتقدم بأسمى عبارات الشكر والعرفان والتقدير للسيد رئيس الجمهورية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي على الثقة التي وضعاها في شخصي لإدارة جامعة أحمد دراية بأدرار، هدا التكليف الذي خصني به السيد رئيس الجمهورية وبعده السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لرئاسة وإدارة جامعة من أقدم وأعرق الجامعات في الجنوب الجزائري، هو بالنسبة لي أيضا التزام ومسؤولية، وثقة، وأمانة، في الوقت نفسه، أسأل الله أن يعينني على حملها بإخلاص وعلى تحمل هذه المسؤولية الكبيرة، ومن خلالكم أؤكد إنني لن أدخر جهداً لأكون على قدر هذه الثقة وفي مستوى هذه المسؤولية، وسأعمل بكل ما أوتيت من قوة مع جميع الكفاءات الموجودة داخل الجامعة من أجل تطويرها وتحسين تصنيفها وطنياً وعالمياً، وتحقيق الأهداف التي تم تكليفي بتنفيذها على أرض الواقع، وسأعمل بالتعاون مع جميع أفراد ومكونات الأسرة الجامعية على أن تكون جامعة أدرار مستقبلاً، منارةً علمية يتباهى بها ساكنة هذه المنطقة العريقة من الجزائر. خاصة ونحن نعلم بأنها منطقة العلم والعلماء، والمدارس القرآنية والزوايا، ولها إسهاماتها الكبيرة في مقاومة الاستعمار الفرنسي وفي الحفاظ على الهوية الوطنية الجزائرية.
3 ـ بتوجيهات من السلطات العليا في الدولة، حضرتم مشروعاً طموحاً من أجل تطوير واحدة من أعرق الجامعات في الجنوب الجزائري والرقي بها إلى مصاف الجامعات الكبرى، ما هي الخطوط العريضة لمشروعكم في تطوير الجامعة ؟
أعطت الدولة الجزائرية أهمية خاصة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، ويتجلى ذلك في حرص الهيئات العليا للدولة وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية في دعم البحث العلمي، باعتباره احد أهم الروافد في تحقيق تنمية مستدامة في مختلف المجالات، مما يجعل الجامعة مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بأن تواكب التطور في سعيها للتميز في جميع النواحي والأطر لتنفيذ ما أوكل لها من أهداف استراتيجية.
وسنسعى بحول الله رفقة جميع الأسرة الجامعية من أجل أن نكون في مستوى التحديات، وفق مشروع طموح قوامه تشجيع روح البحث والابتكار، ووضع مسار يأخذ في الحسبان الانتقال من مرحلة التكوين الكمي إلى التكوين النوعي، مع الفاعلية التي تضع في الحسبان الحوكمة الرشيدة، والتعليم المتميز، والبحث العلمي النوعي والمفيد، الذي يسمح للجامعة أن تلعب دورا مؤثرا في محيطها الاقتصادي والاجتماعي، ضمن مجالها المحلي والوطني، مع إشعاعها الدولي.
كما أننا سنعمل بعزم وإيمان لنجعل من جامعة أدرار قطباً مميزاً، ومنارة علمية رائدة، وصرحاً لحياة جامعية ممتازة، وفق رؤية تشاركية وتعاون بين كل مكونات الأسرة الجامعية، والسعي لكي تصبح الجامعة مؤثرة، وفاعلة، وقاطرة للتطور والتنمية، تستجيب للطموحات المحلية والوطنية، وتؤدي دورها الأساسي في البحث عن الحلول العلمية للمشاكل المجتمعية، دون أن ننسى بعدها الإفريقي الاستراتيجي والذي يعد أحد خصائصها، لاسيما في ظل التوجهات والرؤى الجديدة للدولة.
4. تعمل إدارة الجامعة تحت اشرافكم وبتوجيهاتكم على إعادة هيكلة للكليات والاقسام هل تشهد جامعة أدرار ميلاد كليات وتخصصات جديدة مستقبلاً ؟
قررنا دعم مشروع خلق كليات جديدة في العلوم التقنية والتكنولوجية، والمشروع حاليا موجود على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لاعتماده في أقرب الآجال، مع إعادة النظر في هيكلة وتنظيم الكليات والأقسام الأخرى، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية المسطرة لأننا لاحظنا عدم توازن في الكليات والتخصصات الموجودة حاليا. حيث توجد أربع كليات في العلوم الإنسانية والاقتصادية، وكلية واحدة للعلوم التكنولوجية، بطاقة استيعاب 5000 طالب من مجموع 17 الف طالب يزاولون دراستهم بالجامعة، ويمكن أن أضيف أن المدرسة الوطنية العليا للفلاحة الصحراوية ستفتح أبوابها خلال الموسم الجامعي المقبل وهذا مكسب هام للجامعة، وإضافة نوعية كبيرة للمنطقة والطلبة والبحث العلمي.
5 ـ في هذا السياق وبمناسبة استعداد جامعة أدرار لاحتضان المدرسة العليا للفلاحة الصحراوية. لماذا تم اختيار جامعة أدرار لاحتضان هذا المشروع الهام ؟ وماهي الجهود التي تبذلونها لإنجاح هذا المشروع ؟
هذا المشروع يدخل في إطار سياسة الدولة لتنويع الاقتصاد الوطني، والاهتمام بالجنوب الكبير، وخاصة القطاع الفلاحي والذي لا يمكن تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي بدونه، واختيار ولاية أدرار وجامعة أدرار بالتحديد، لم يكن اعتباطيا، وهو قرار يترجم الرؤية الاستراتيجية للدولة، وسياستها المنتهجة في تنويع الموارد الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة في الجنوب الكبير، خاصة في ولاية أدرار التي تعتبر ولاية فلاحية بامتياز، ولها كل المقومات الجغرافية والطبيعية والبشرية لتصبح قطبا فلاحيا رائدا، مع علمنا بنجاح مشاريع استثمارية كبرى في هذا القطاع بحيث حققت نتائج كبرى مؤخرا خاصة بالنسبة للحبوب (القمح والذرة) وحتى البواكر في الخضر والفواكه، واليوم العالم كله يتجه للفلاحة الصحراوية، وخير مثال على ذلك: صحراء كاليفورنيا التي تعتبر سلة للغذاء العالمي، وتساهم بما يقارب 100 مليار دولار سنويا. وهذه المدرسة هي استكمال للتنمية في المناطق الصحراوية، وسيكون لها بعد إفريقي هام لتوسط المنطقة للصحراء الكبرى، وبإمكانها ان تصبح فضاء واسعا للتبادل الحر وتحقيق التنمية بين منطقة الساحل وجنوب الصحراء. ومن أهداف هذه المدرسة:
ـ العمل من أجل التكفل بمختلف الحواجز التي تعيق تطوير الفلاحة في المنطقة مثلا: (الأمراض التي تصيب النباتات كمرض البيوض الذي يصيب النخيل).
ـ تحليل وفهم النظام البيئي للمنطقة دون الإخلال بالتوازن.
ـ الاستفادة من التراث الزراعي لسكان المنطقة ودمجه مع التقنيات الحديثة.
ـ العمل من أجل ضمان الاكتفاء الذاتي محليا ثم وطنيا.
ـ إنتاج يد عاملة فنية ومتخصصة، والمساعدة على خلق فرص عمل في القطاع الزراعي.
أما بالنسبة للإمكانات التي ستضعها الجامعة تحت تصرف المدرسة بالإضافة للمرافقة البيداغوجية، سنضع تحت تصرفها: ثمانية مخابر بيداغوجية، و10 قاعات تدريس مع مدرجين، وقاعتين للإعلام الآلي، وقاعة للسمعي البصري، ومخبر للموارد الطبيعية.
6 ـ يقدر عدد الطلبة بجامعة أحمد إدارية بأدرار بحوالي 17 ألف طالب جامعي، وهو عدد يتزايد مع كل موسم جامعي. ماهي المشاريع التي سطرتموها مستقبلا لتوفير هياكل بيداغوجية قادرة على استيعاب العدد المتزايد للطلبة ؟
صحيح أن من بين المشاكل التي تواجهها الجامعة في السنوات الأخيرة نقص في المقاعد البيداغوجية وفي التأطير خاصة مع زيادة عدد الطلبة، والذي بلغ 17 ألف طالب جامعي في موسم 2021/2022 وإذا أخذنا معايير النوعية المعتمدة في هذا الإطار فإن الوضعية البيداغوجية على مستوى الهياكل والمرافق لابد لها من تدعيم كمي وكيفي يساعد الطلبة على تحصيل علمي ومعرفي ذي جودة عالية، في المسارات النظرية وكذا الميدانية والتجريبية لتخصصاتهم العلمية، وقد راسلنا كتابيا السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي حول هذا الموضوع، وطالبنا وزارتنا الوصية باسترجاع الهياكل المستغلة من طرف قطاعات أخرى، وفي السياق نفسه اقترحنا مع السيد والي ولاية أدرار بعد الزيارة التي قام بها الأمين العام للولاية استغلال المساحات الشاغرة في الجامعة لبناء على الأقل 4000 مقعد بيداغوجي، ونحن نعمل مع مختلف الجهات الوصية لتفعيل مشروع القطب الجامعي الجديد. وفي هذا الإطار دائما أسدينا توجيهات لترشيد استغلال القاعات البيداغوجية المتاحة، مع تكليف مركز السمعي البصري بتنفيذ كل الإجراءات التقنية الضرورية للتكفل بالتدريس عبر تقنية التعليم عن بعد.
7- السيد المدير نعلم أن البحث العلمي هو المحرك الأساسي للجامعة، وأن إنتاج ونشر المعرفة العلمية يرفع من تصنيف الجامعة وطنيا وعالميا.ماهو برنامجكم لتطوير البحث العلمي بجامعة أحمد دراية ؟
أكيد، ولكن يجب أولا تصويب الهياكل حسب مهامها، وعلى سبيل المثال استرجاع البهو التكنولوجي وتجهيزه، إنشاء مخابر جديدة وذلك لخلق توازن بين العلوم الإنسانية والعلوم الدقيقة، ثانيا وفي إطار مشروع المؤسسة يجب التوجه نحو البحث المفيد للمجتمع والاقتصاد الوطني، وذلك على المستوى المحلي والوطني والإقليمي، بحيث تكون الجامعة مصدرا للخبرة وإيجاد الحلول في جميع الميادين ذات الصلة بالأمن القومي، خاصة ونحن ندرك حجم التحديات التي تواجهها منظومة التعليم العالي في الجزائر والتي تضع البحث العلمي كقوة فعالة لكسب جميع الرهانات الاقتصادية، والاجتماعية، والامنية، والاستراتيجية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
8- تعمل جامعة أدرار على الانفتاح أكثر على محيطها الخارجي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي. ما هي إستراتيجيتكم لبلوغ هذا الهدف ؟
الانفتاح على المحيط الخارجي للجامعة ضرورة أساسية وهامة، وهو هدف يدخل ضمن الرؤية الاستشرافية لمشروع الجامعة بحيث نحقق استفادة متبادلة ومشتركة بين المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المحلية من جهة، والمؤسسة الجامعية من جهة أخرى. ونحن نعمل مع الأسرة الجامعية في إطار رؤية موحدة، على أن تكون الجامعة طرفا فاعلا في محيطها الخارجي، من خلال تدعيم المؤسسات بالكفاءات العلمية والإطارات، والمشاريع البحثية، واقتراح الحلول المبنية على معطيات علمية، تسهم في إحداث التنمية المحلية بجميع أبعادها، وقد سجلنا في هذا الإطار مجهودات معتبرة تبذلها مختلف الإدارات في الجامعة من أجل انفتاح أكبر على المحيط الخارجي لكننا سنعمل أكثر، وخاصة في دفع دار المقاولاتية بالجامعة على إقامة علاقة أكثر فاعلية مع مختلف المؤسسات المحلية، الاقتصادية منها، والاجتماعية، والثقافية.
9 ـ السيد مدير الجامعة بماذا تودون ختم هدا الحوار؟
في الأخير أريد أن أتقدم بالشكر الجزيل لساكنة هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا، لما لقيته من كرم، وحسن ضيافة، ومحبة، وأحيي فيهم حبهم للعلم والمعرفة، وتعلقهم بالذاكرة والهوية الوطنية، وسنعمل إن شاء الله من أجل أن تكون جامعة أدرار في مستوى تطلعاتهم. وفي الوقت نفسه أتوجه بأسمى عبارات الشكر لأعضاء الأسرة الجامعية كل باسمه ووسمه، على دعمهم ومساعدتهم ومساندتهم الكبيرة، وأؤكد للجميع أن أبوابنا مفتوحة، لأي مبادرة، أو فكرة، أو اقتراح يساهم في تطوير الجامعة، وأطلب من الجميع الانخراط في رؤية واحدة، من أجل تمكين الجامعة من التطور بسرعة ونجاعة، حتى تستطيع تأدية أدوارها المطلوبة، من طرف محيطها الاجتماعي والاقتصادي، وحتى تكون في مستوى التحديات والتطلعات المنتظرة، كما لا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه ببالغ العرفان الى أبنائي الطلبة والطالبات على حرصهم الشديد في طلب العلم وتحصيل المعرفة، وأدعوهم إلى بذل المزيد من الجهود، وأتمنى لهم كل التوفيق والنجاح والتفوق بإذن الله، وأذكرهم بأنهم ذخر هذه الأمة ومستقبلها، وأجدد لكم التحية والسلام عليكم.