البروفيسور إلياس زرهوني في تيميمون: العالم الجزائري يستعرض خارطة الطريق للنجاح العالمي أمام طلبة جامعة أدرار”

في حدث علمي بارز شهدته ولاية تيميمون يوم الخميس 25 ديسمبر 2025، وبمبادرة من السيد الوالي وبالتنسيق مع جامعة “أحمد درايعية” بأدرار، احتضنت “قاعة السينما” ابتداء من الساعة العاشرة صباحا لقاء تاريخيا مع القامة العلمية الجزائرية العالمية، البروفيسور إلياس آدم زرهوني.
المحاضرة التي استقطبت الأساتذة والطلبة، كانت خارطة طريق ملهمة للجيل الصاعد، حيث استعرض فيها البروفيسور جوهر تجربته التي قادته من الجزائر ليصبح أحد أبرز صناع القرار الصحي في العالم وتولي إدارة المعاهد الوطنية للصحة (NIH) بالولايات المتحدة.


استهل البروفيسور حديثه بالتأكيد على أن النجاح يبدأ من البيئة الحاضنة، مشيداً بالدور المحوري للجو العائلي والدعم الذي تلقاه من والديه، كما استذكر بامتنان تشجيع عميد كلية الطب آنذاك الذي كان له الفضل في دفعه نحو خوض مغامرة البحث العلمي في أمريكا. وانتقل زرهوني للحديث عن فلسفته في التعلم الذاتي، مستعرضا قصة تحديه للغة الإنجليزية التي أتقنها في ظرف قياسي لم يتجاوز ستة أسابيع، وذلك بفضل نهجه المعتمد على الاندماج المباشر مع الناطقين بها بعيدا عن الطرق المدرسية التقليدية، ليرسخ بذلك قاعدة ذهبية لخصها في عبارة “تعلم كيف تتعلم”، معتبرا إياها المهارة الأهم في عصر تسارع المعارف.


وفي الجانب المهني، شدد البروفيسور على ضرورة اقتران الاختيار بالرغبة والشغف، موضحا أن حبه لتخصص الأشعة (Radiologie) كان الدافع وراء ابتكاراته النوعية. كما توقف عند محطة فارقة في مسيرته بجامعة “جونز هوبكنز”، حيث استطاع كسر القوالب التقليدية من خلال فرض مبدأ “تعدد التخصصات” (Pluridisciplinarité)، عبر دمج الفيزياء والإعلام الآلي في صلب الممارسة الطبية، وهو النظام الثوري الذي انتقل لاحقا ليصبح معيارا في كافة المؤسسات الصحية الأمريكية.



واختتم زرهوني لقاءه برسالة إنسانية عميقة، مؤكدا أن الرقي العلمي لا بد أن يرافقه سمو في الأخلاق، داعيا الطلبة والباحثين إلى التمسك بالبساطة والتواضع مهما بلغت مراتبهم العلمية، ليبقى هذا اللقاء علامة فارقة في الذاكرة العلمية للولاية ولجامعة أدرار.