تفعيلا للشراكة العلمية : الأمن السيبراني والذكاء الإصطناعي موضوع يوم دراسي من تنظيم مديرية الأمن الوطني وجامعة أدرار
تفعيلا للشراكة بين المؤسسات الأمنية والأكاديمية، نظمت مديرية الأمن الوطني بولاية أدرار، بالتنسيق مع جامعة أحمد دراية، يوما دراسيا بعنوان “الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي”. هذه التظاهرة العلمية التئمت يوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 بقاعة المحاضرات الكبرى للجامعة، بهدف رفع مستوى الوعي بالتحديات الرقمية واستشراف سبل بناء السيادة الرقمية للجزائر في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة.

شهدت الفعالية مشاركة نخبة من القيادات الأمنية والأكاديمية، ضمت السيد رئيس الأمن الولائي لأدرار، والسادة إطارات وضباط الأجهزة الأمنية، والسيد الأمين العام للجامعة، ونواب المدير والعمداء، إضافة إلى أساتذة الجامعة والطلبة وأسرة الإعلام. ويعكس هذا الحضور دعم المؤسستين الأمنية والعلمية لجهود تعزيز الوعي السيبراني داخل الوسط الجامعي.

أعلن عن افتتاح اليوم الدراسي السيد عميد أول لياس سعيدي رئيس أمن ولاية أدرار، الذي أوضح في كلمته أن اليوم الدراسي يندرج في إطار التعاون المثمر بين أمن ولاية أدرار وجامعة أحمد درايعية، مؤكدا أن الملتقى يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المديرية العامة للأمن الوطني لمجالي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، نظرا لتأثيرهما المباشر على الأمن العام والحياة المجتمعية.

مؤكدا على مواصلة الجهود لتكوين إطارات وتطوير مهاراتهم في هذا المجال الحيوي.
معربا في كلمته عن أمله في أن يشكل هذا اللقاء العلمي فرصة ثمينة لتبادل الأفكار والمعارف، وتعزيز الوعي بأهمية الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مشيدًا بالمجهودات المتميزة التي يبذلها مختلف الفاعلين لتعزيز الأمن الرقمي. كما أكد اعتماد المؤسسة الأمنية لتقوية القدرات العلمية للأفراد ومواصلة العمل من أجل حماية الفضاء السيبراني الوطني.

من جهته مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الأمين بن عمر، أوضح في كلمته أن التحول الرقمي أصبح واقعا مؤثرا في جميع مناحي الحياة، لكنه يحمل في الوقت ذاته مخاطر حقيقية إذا لم يُحسن التحكم فيه.

“أصبح الفضاء الرقمي السيبراني متاحًا لمختلف الأطراف الرسمية وغير الرسمية، غير أن عدم التحكم يشكل خطرًا حقيقيًا على مصالح المجتمعات .”
كما شدد على ضرورة اعتماد استراتيجية وطنية مدروسة، مضيفًا:
“يقتضي عدم التسرع في الارتماء السهل في أحضان هذا الفضاء السيبراني، والاستعداد لتوفير الشروط والإمكانيات التي تسمح لنا بالحفاظ على الحد الأدنى من الاستقلالية، بما يمهّد الطريق نحو تحقيق السيادة الرقمية.”

وقد تضمن البرنامج مداخلات متنوعة توزعت على جلستين:
المداخلة الافتتاحية قدمها الأستاذ الدكتور حسين بن قارة من كلية الحقوق والعلوم السياسية، وتناول فيها الجانب القانوني للأمن السيبراني، مؤكدا ضرورة تطوير التشريعات الوطنية لمواكبة التطور السريع للتقنيات الرقمية، وتعزيز قدرات الدولة في مواجهة التهديدات السيبرانية.


وتتابعت باقي العروض التي قدمها خبراء وأكاديميون، مسلطة الضوء على الجوانب التقنية والتطبيقية للأمن السيبراني، وعلى دور مؤسسات الدولة في حماية الفضاء الرقمي وضمان أمن الأنظمة والخوادم.

شهد اليوم الدراسي نقاشا ثريا بين الطلبة والمتدخلين، ركز على طرق الاستخدام الآمن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعلى الإطار القانوني المنظم للجريمة السيبرانية، إضافة إلى استفسارات حول كيفية تعزيز الأمن الرقمي داخل المؤسسات التعليمية.

في ختام الفعالية، شدد المشاركون على ضرورة التعاون بين القطاعات الأمنية والجامعات، والاستثمار في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، مع تكثيف حملات التوعية الرقمية، وكذا تحصين الفضاء السيبراني الوطني لمواجهة التهديدات المتزايدة، والسير بخطى ثابتة نحو تحقيق السيادة الرقمية الشاملة.