ديدوش مراد (1927-1955م)
ولد الشهيد ديدوش مراد في 13 جويلية 1927 بالمرادية بالجزائر العاصمة من عائلة عريقة تنحدر من منطقة القبائل واسمه الثوري (سي عبد القادر)، درس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة بمسقط رأسه وتحصل على شهادة التعليم المتوسط سنة 1942، لينتقل بعدها الى الثانوية التقنية بحي العناصر، عرف منذ صغره بالذكاء الحاد والوطنية وادراكه لما كان يدور حوله من أحداث، فانخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري عام 1942 وأصبح عضواً بارزا في “اللجنة المركزية للشباب” التابعة للحزب تحت قيادة محمد بلوزداد، وهو ما مكنه من لعب دور كبير في مظاهرات ماي 1945.
عند تأسيس المنظمة الخاصة (OS) الجناح العسكري لحزب الشعب كان ديدوش مراد أحد أعضائها البارزين، وممن حضر الاجتماع التاريخي ببوزريعة عام 1947، والذي قرر فيه الحزب إقامتها وتم تكليف محمد بلوزداد بقيادتها.
بعد اكتشاف المنظمة سنة 1950، واصل نضاله السري رفقة زملائه للإعداد للثورة، وعند اندلاع ازمة الحزب بين المصاليين والمركزيين كان من مؤسسي (اللجنة الثورية للوحدة والعمل) التي عرفت النور في 23 مارس 1954 والتي حاولت إنقاذ الحزب من الصراع الداخلي والذهاب للثورة كما كان له دور بارز في اجتماع 22 التاريخي، وهو حسب شهادة” الياس دريش” صاحب المنزل الذي عقد فيه الاجتماع المخطط والمدبر للاجتماع، وقد تكفل بخمسة منهم في بيته خمسة عشر يوما قبل الاجتماع.
كلف من طرف زملائه في مجموعة السته التاريخية بقيادة المنطقة الثانية التاريخية الشمال القسنطيني وتم تعيين زيغود يوسف نائبا له، فكان في الموعد ليلة الفاتح من نوفمبر، وقاد الثورة بنفسه في هذه المنطقة، وفي يوم 18 يناير 1955، سقط شهيدا في معركة بواد بوكركر بدوار الصوادق الواقع بين قسنطية وسكيكدة وهو لم يبلغ بعد سن 28 فكان أصغر وأول قادة الثورة لحوقا بالرقيق الأعلى.