بمناسبة الملتقى الوطني للاستثمار الفلاحي بولايات الجنوب إنزال وزاري بولاية أدرار
نظمت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالتعاون مع ولاية ادرار صبيحة اليوم الاثنين ، الملتقى الوطني حول الاستثمار الفلاحي بولايات الجنوب، بقاعة المسرح الجهوي بادرار، تحت شعار “الفلاحة في الجنوب قوة امننا الغذائي”، بحضور سلك وزاري ممثلا في كل من وزير الفلاحة والتنمية الريفية ، وزير الطاقة والمناجم ، وزير الري ووزير الصناعة الصيدلانية ،إضافة الى حضور الولاة العشرون لولايات الجنوب،وكذلك إطارات سامية بالدولة، مرفوقين بمدراء عامون للبنوك ومستثمرون في المجال الفلاحي، إلى جانب السلطات العسكرية والأمنية وفاعلين في قطاع الفلاحة، هذا الملتقى يأتي تكريسا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد : عبد المجيد تبون للنهوض بالقطاع الفلاحي خاصة في جنوبنا الكبير والذي يعتبر خزانا ومكمن قوة الامن الغذائي للشعب الجزائري .
وافتُتِح الملتقى من طرف السيد العربي بهلول والي ولاية ادرار الذي رحب بالحاضرين، وتطرق في كلمته الى عرض بعض الأرقام والمعطيات حول واقع الفلاحة بولاية أدرار، مؤكدا على ان هذه الولاية تعتبر قطبا فلاحيا بامتياز في مجال الزراعات الاستراتيجية بمساحة فاقت المليون هكتار موزعة على حدة محيطات متفرقة ، كما تتوفر على كل المقومات لتحقيق انطلاقة قوية وواعدة خاصة بعد النتائج المشجعة والتجارب النجاحة المسجلة على ارض الواقع .
وأشاد السيد الوالي بولوج الشركات الوطنية الكبرى كسوناطراك وكوسيدار الى مجال الاستثمار الفلاحي في الزراعات الاستراتيجية بالجنوب، وكذلك الشراكات الموقعة مع المستمثرين الأجانب التي حققت أرقاما مشجعة وإيجابية ، كالشركة التركية الجزائرية والهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي 3A ، الامر الذي ساهم في تنوع المحاصيل مع دخول شُعب جديدة، مشيرا في نفس الوقت الى التنوع في استخدام الطاقات البديلة المناسبة للطبيعة المناخية للمنطقة، مؤكدا على المجهودات الكبيرة للمصالح الفلاحية بولاية ادرار التي تحاول بكل امكانياتها النهوض بهذا القطاع لاسيما في الحفاظ على الوعاء العقاري ، ودعم وتوسيع سعات مستودعات التخزين ، وربط مختلف المستثمرات الفلاحية بشبكة الكهرباء التي فاق طولها اكثرمن 3000 كلم على مستوى الولاية، وكذلك تطوير واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الري الفلاحي بما ان ولاية ادرار تحتوي على اكبر مخزون للمياه الجوفية في الجزائر، وأعطى السيد الوالي بعض الحلول والاقتراحات لتسهيل عمل المستثمرات الفلاحية خاصة من الناحية التنظيمية والقانونية، بهدف تطوير الزراعة الاستراتيجية والتحويلية على غرار الشمندر السكري، الفول السوداني، زيت المائدة وغيرها ، ودعى في نفس الوقت الى فتح منصة رقمية للمستمثرين بالولاية لتسهيل وتقليص الإجراءات الادارية .
من جهته وفي مداخلته امام الحضور صرح السيد : يوسف شرفة وزير الفلاحة والتنمية الريفية ان تنظيم هذا الملتقى بولاية أدرار يأتي نظرا للقدرات الطبيعية والبشرية المتوفرة بالولاية والتجربة المهمة والمكتسبة من طرف الفاعلين في مجال الفلاحة ، وأضاف الوزير ان الجزائر حققت أرقاما إيجابية ومشجعة في السنوات الأربع الأخيرة ، في ظل الازمات التي عاشها العالم وتضارب الأسواق العالمية وتقلباتها، أين حققت الفلاحة ما نسبته : 14.7% من الناتج المحلي، ووصلت تغطية الاحتياجات الفلاحية الى 75% ، كما تم تزويد السوق الوطنية بـ 11% من الحبوب، و26.4% من الخضراوات بما فيها البطاطا بـنسبة 32% والتمور بنسبة 98.7% ، كما ان ولايات الجنوب ساهمت بما نسبته 26% من الناتج المحلي ، كل هذه الأرقام هي نتاج حرص السيد رئيس الجمهورية على توفير كل الإمكانيات المتاحة للمستمثرين والمتعاملين في قطاع الفلاحة.
وأكد السيد الوزير، على مجهودات الحكومة لخفض فاتورة الاستيراد، وانعاش الزراعات الاستراتيجية خاصة الحبوب، السكر، زيت المائدة، الاعلاف، مسحوق الحليب والقطن، حيث تعمل الحكومة على تخصيص ما أسماه بالرواق الاخضر للمستمثرين في هذا النوع من الزراعات لاسيما في طرق منح العقار الفلاحي وحفر الابار والطاقة وهذا من خلال تحضير الاطار القانوني والتنظيمي لهذه العمليات ، الهدف منه خلق أقطاب كبرى مندمجة لتطوير الشعب الاستراتيجية بما فيها الإنتاج، التحويل، التوظيف، النقل والتسويق ، وتعزيز آليات استقطاب المستمثرين الوطنيين والأجانب وتشجيعهم على مضاعفة الإنتاج سنويا، لكسب معركة الامن الغذائي.
وفي نفس السياق شدد وزير الطاقة والمناجم السيد : محمد عرقاب على ضرورة تسهيل تموين المشاريع الاستثمارية بالجنوب بالطاقة بمختلف أنواعها البديلة والمتجددة، لتسريع وتيرة الإنتاج الفلاحي، خصوصا وان ولاية ادرار كمثال تعتبر ولاية خصبة للاستثمار في الزراعات الاستراتيجية ، اما وزير الري السيد : طه دربال الذي أوضح في كلمته ان الدولة الجزائرية تسهر على تنفيذ السياسة الوطنية لتطوير القطاع من خلال استحداث آليات لتنظيم وتحسين استخدام المياه في الفلاحة بطريقة عقلانية ومثالية لتوسيع المساحات المسقية وحفر المزيد من الابار العميقة، لضمان انتاج محلي فلاحي يحقق الاكتفاء الذاتي ويضمن حق الأجيال القادمة من هذا المورد الحيوي، مؤكدا في نفس الوقت على إعطاء اهمية لاقتصاد الماء لاسيما وان 65% من مياه الجزائر هي مياه جوفية وهي المورد الأول للسقي بالجنوب.
وتواصل الملتقى بتقديم عروض وشروحات مفصلة حول واقع الفلاحة بولايات الجنوب تناوب على إلقائها مجموعة من المختصين في مجال الفلاحة ، وتم فسح المجال للمتدخلين من مستمثرين وفاعلين في القطاع لطرح انشغالاتهم التي تابعها الوزراء باهتمام كبير ، كما أجابوا على أسئلة الاسرة الإعلامية في الندوة التي اختتم بها الملتقى.
تغطية : رفيق صالح طرودي / نصيري فاطيمة