جامعة أحمد دراية - أدرار
الجامعة الإفريقية سابقا

كلمة رئيس الجامعة بمناسبة الاحتفال بعيد الطالب 19 ماي 1956

 

السيد الوالي

السيد نائب رئيس المجلس الشعبي الولائ

السادة أعضاء اللجنة الأمنية

السيد عضو مجلس الأمة

السيد عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني

السادة أعضاء الهيئة التنفيذية

السيد رئيس دائرة أدرار

السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي

السيد مدير الخدمات الجامعية

السادة نواب رئيس الجامعة و السادة العمداء السادة مدراء الإقامات الجامعية

الأسرة الثورية

أسرة الاعلام

أعزاء الطالبات أعزاء الطلبة الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

نلتقي اليوم في هذه المناسبة المميزة تميز الفئة التي تمثلها، باعتبارها الطاقة الحية للأمة، ومستقبل وطننا العزيز، ألا وهي مناسبة  “العيد الوطني للطالب” المخلد لذكرى اضراب الطلبة عن الدراسة في 19 ماي 1956.

وهذا التاريخ يعتبر البداية الرسمية لانخراط الطلبة الجزائريين في ثورتنا المظفرة كمجموعة او هيئة تنظيمية، وقد تقرر القيام به بسبب الظروف الداخلية والخارجية التي كانت تعيشها الجزائر والطلبة، وكان ذلك من طرف مكتب فرع  “الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين ” بالجزائر، ثم ما لبث ان عمم عبر اللجنة المديرة للاتحاد ليشمل جميع الجامعات الفرنسية.

لقد جاء هذا الاضراب في ظروف مميزة وحساسة كانت ثورتنا المجيدة تمر بها؛ بحيث شهدت الفترة الممتدة من النصف الثاني من عام 1955 و مطلع عام 1956 هجمات الشمال القسنطيني في 20 اوت 1955، وقد نتج عن ذلك كما هو معروف ابادة جماعية للجزائريين الأبرياء، وتدمير للعديد من القرى والأرياف، فخيم بذلك الخوف على أفراد الشعب نتيجة للسياسة الاستعمارية الاستئصالية المتبعة، التي كانت تهدف لاجهاض ثورتنا المباركة في بدايتها.

كما كانت جبهة التحرير في هذه الفترة تحرز بعض الانتصارات على المستويين السياسي والعسكري؛ بحيث التحق معظم احزاب الحركة الوطنية بالثورة فرادى وبشكل رسمي، وكان صدى الثورة يتصاعد في الخارج بعد ان شاركت جبهة التحرير في مؤتمر باندونغ بأندونيسيا في افريل 1955، ومن جانب اخر تم تسجيل القضية الجزايرية في الأمم المتحدة في 30 سبتمبر 1955، واعلن عن استقلال كل من تونس والمغرب في مارس 1956، الى جانب ما كان جيش التحرير الوطني يكبده للعدو من خسائر في الارواح وهزائم متتالية.

كل هذا الحضور المسجل للثورة على المستويين الداخلي والخارجي أصبح يفرض خبرة فنية للتحكم في مختلف المجالات، اصبح الكفاح المسلح في امس الحاجة الى الوسائل الدعائة داخليا وخارجيا، والى تنظيم اداري وسياسي يتماشى ومتطلبات المرحة، وهذه المهام كلها تفرض وجود اطارات تسهر على نجاحها.

وما تجدر الاشارة اليه ان الطلبة، وقبل اقدامهم على اضرابهم التاريخي في 19 ماي 1956 كانوا يتابعون الأحداث والتطورات المذكورة ويتفاعلون معها، مما دفع السلطات الاستعمارية الى اعتقال العديد منهم، فكان رد فعل الطلبة الجزايرئيين اعلان الاضراب عن الطعام وعن الدروس بالجزائر في 20 جانفي 1956، وقام طلبة الاتحاد العام في نفس اليوم بالاضراب في فرنسا، وكان المؤتمر الثاني للاتحاد  المنعقد مابين 24 و 25 مارس 1956 فرصة أكد فيها الطلبة انحيازهم لجبهة التحرير الوطني التي تقود ثورة التحرير، ووقوفهم الى جانب نضال شعبهم.

لقد انتهت تحركات الطلبة الى عقد جمعية عامة لطلبة جامعة الجزائر في 17 ماي 1956 نوقشت فيها العديد من القضايا وعلى رأسها الاضطهادات والاغتيالا التي يتعرض لها الطلبة والمثقفين من طرف السلطات الاستعمارية، وما يجب على الطالب الجزائري ان يقوم به، ورغم جدية النقاش فان القرار الحاسم  لم يتخذ الا يوم 18 ماي؛ حيث تقرر  الدخول في هذا الاضراب في اليوم الموالي أي يوم 19 ماي 1956.

ومن المهم أن نسجل الوعي الكبير الذي اظهره الاعلان عن هذا الاضراب التاريخي؛ اذ رفض طلبتنا الشهادات التي تمنحها لهم فرنسا على كاهل جثث الأبرياء من أبناء وطنهم، والمستقبل الذي سيكون على حطام المدن والقرى والمداشر الجزائرية الخالية من أهلها، وهو ما خلدوه في ندائهم التاريخي للاضراب.

أبنائي الطلبة، بناتي الطالبات،

لقد وجدت نفسي مضطرا لأذكركم بتضحيات أسلافكم من الطلبة ووعيهم الوطني لتعلموا ان الفئات الطلابية لعبت دورا محوريا في الكفاح المسلح؛ لأنه وبعد هذا الاضراب التاريخي تزودت ثورتنا المجيدة بالاطارات الذين كانت في أمس الحاجة اليهم في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والدبلوماسية وغيرها، مما يعني انه يتوجبة عليكم اليوم الجد والاجتهاد لحمل المشعل والاسهام في بناء وطننا الحبيب والدود عنه.

في الأخير أشكر الجميع على كرم الاصغاء وعاش الطالب الجزائري حيثما وجد، وعاشت الحزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

مقالات ذات صلة ...