جامعة أحمد دراية - أدرار
الجامعة الإفريقية سابقا

أهليل … نشيد قورارة الأزلي

“أهليل”… نشيد قورارة الأزلي

         هو طابع غنائي تمتاز به منطقة قورارة بالجنوب الغربي الجزائري، هناك اختلاف بين الباحثين في أصل التسمية حيث يرى البعض أنها جاءت من الهلال وهو أول ثلاث أيام من الشهر، جاء في كتاب “التلخيص في معرفة أسماء الأشياء:  “والهلال ثلاث، ثم هوَ قمر إلى آخر الشهر”، ويُقالُ: أهلَّ الهلالُ، واستهلَّ، على فعلِ ما لمْ يسمَّ فاعلهُ. وقيل من التهليل، أهلوا الهلال وَاستهلوه، رفعوا أصواتهم عند رؤيته. وقيل من الإهلال، لأنهم يكثرون من قول لا إله إلا الله، والإهلال رفع الصَّوت بقول لا إله إلا اللَّه محمد رسول الله، ومنه قوله تعالى: ((وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ)) (البقرة، الآية 173)، ويرى البعض أن الكلمة مركبة من كلمتين وهما (أهل ـ الليل) لأن أداء هذا النوع من الرقص يكون ليلا وعادة في ضوء القمر.

         وهناك من يرى أن أصل الكلمة زناتي، وأنها مشتقة من اللفظ (أهْلاَلْ)، وهو المكان الذي تجتمع فيه النسوة للغسيل جماعة، مرددين أغاني جماعية، وهناك مرادفا لهذه الكلمة في منطقة القبائل وهو (أهلالن) وتعني التقاء مجموعة من الشباب في ليالي رمضان للسمر والغناء قبل الذهاب إلى تناول السحور، ولعل البعد الأمازيغي للمعنى يرجح أن هذه الرقصة كانت معروفة عند زناته قبل مجيء الإسلام، ولكن هنا نسجل ان هذه الرقصة لا توجد في المجتمعات الزناتية خارج المنطقة، لأنه لو كانت موجودة قبل الإسلام يفترض أن تكون في مختلف المناطق التي توجد بها قبيلة زناته. كما أن الاسم القديم للرقصة هو “الازلوان”  وهي كلمة محلية مرادفة للأهليل، ولا وجود لها في خارج منطقة قورارة.

والأهليل هو عبارة عن قصائد شعرية يغلب عليها الطابع الديني تؤدى بشكل فلكلوري جماعي في منطقة قورارة دون غيرها، حيث يقف الرجال مشكلين حلقة يتوسطها الشاعر أو القوال والمعروف محليا (ابشنيو)، يرافقه عازف الناي (باين تامجا) وضارب الدف (باين قلال) ويؤدى قياما وهو المسمى أهليل، وقد يؤدى جلوسا وهنا يسمى (التقربت).

تم تسجيل الأهليل من طرف اليونسكو في قائمتها للتراث الإنساني اللامادي سنة 2005، تحت رقم 00121، وأعلن عنه سنة 2008، وكان للباحث مولود معمري دور كبير في حفظ وتدوين هذا التراث، والذي بداء البحث فيه سنة 1971م ومن يومها ظل يدرس ويبحث في هذا التراث ويدون قصائده حتى أخرجه إلى العالمية، ومنذ تصنيف الأهليل يقام له سنويا مهرجان وطني يتزامن مع الاحتفالات برأس السنة الميلادية في شهر ديسمبر من كل سنة، والمهرجان في السنة الماضية (2021) كان في طبعته الرابعة عشر، وعن سبب اختيار هذا التوقيت فهو من جهة يتزامن مع فصل الشتاء حيث الحرارة منخفضة، لأن منطقة قورارة تقع في منطقة حارة جدا، ومع مواسم العطل والأعياد وهي فرصة سانحة لتنشيط السياحة الصحراوية، حيث تصبح منطقة قورارة قبلة للسياح من داخل الوطن وخارجه، وتقام إلى جانب المهرجان ندوات فكرية للتعريف بهذا التراث وتدوينه يشارك فيها مختصون وباحثون.

أ.د مبارك جعفري قسم العلوم الإنسانية

 

[su_custom_gallery source=”media: 15955,15956,15957,15958,15959″ limit=”100″ link=”lightbox” width=”330″ height=”330″ title=”never”]